المختار Admin
عدد المساهمات : 405 نقاط : 1155 تاريخ التسجيل : 29/11/2011
| موضوع: الشيخ عبد اللطيف فرحات السبت ديسمبر 17, 2011 7:56 pm | |
| الشيخ عبد اللطيف فرحات
ظهر في التل خلال القرن الماضي عدد من الشخصيات المؤثرة في مختلف ميادين الحياة، وبعضها مؤثر أكثر من بعض، ومن أكثر الشخصيات تأثيراً في هذه المدينة فضيلة الشيخ (أبو وجيه) عبد اللطيف حسن فرحات رحمه الله. فلا أعرف أحداً من رجالات الأجيال السابقة وأكثر الشخصيات الحالية إلا وللشيخ فضل كبير عليه.
وقد وردني بعض الأسطر القليلة من بعض ولده [أقصد ولد الشيخ عبد اللطيف]، وهي وإن كانت لا تشفي عليلاً، إلا أنها قد تعطي بعض الإضاءات، وإني أعد أن أصل إلى ترجمة مقبولة لهذا العلم الشامخ في سماء مدينة التل. وأبدأ بنقل ما وردني مع شيء من الترتيب مع الاعتذار عن قلة المعلومات، وعدم دقتها، لأنني أحسست بهذا الأمر من خلال معرفتي لبعض هذه المعلومات بشكل مخالف، وعند وصول المعلومات الصحيحة والدقيقة أقوم بتعديلها إن شاء الله، فمن كانت عنده معلومة، أو خبر مفيد في هذا الباب فأرجو أن لا يبخل به مشكوراً. ولد فضيلة الشيخ عبد اللطيف عام 1917م، ونشأ في أسرة تتكون من أربعة إخوة غيره، وأخت وحيدة. كان ترتيبه بين إخوته الرابع، ويصغره أخ وأخت. دخل معهد العلوم الشرعية للجمعية الغراء عام 1932م. تزوج عام 1940م. وتخرج من المعهد عام 1941م. نشأ في أسرة فقيرة، وكان يضطر للعمل في الأرض [الفلاحة] كعادة أهل البلد، وجمع الحطب (الشيح) ليحصل على طعامه. عُيّن إماماً في جامع قرية كفر حارب (قرب بحيرة طبرية) عام 1941م، بتوصية من شيخه علي الدقر رحمه الله. وقام بهذا الأمر مدة سنة واحدة. وفي هذه السنة فتح مدرسة مع الأئمة في هذه القرية، وبعدها عُيّن إماماً لجامع فيق (قرية في منطقة حوران). ثم عاد إلى بلده التل، وعمل في مهنة نحت الحجارة، وهي المهنة التي كانت سائدة عند أهل البلدة ذلك الوقت. وفي عام 1946م أسس مدرسة تهذيب الأبناء للجمعية الغراء، وما زالت هذه المدرسة قائمة حتى الآن، وتقوم بعملها، ويديرها احد أولاده، وكان المدرس الوحيد فيها، وهي فرع للجمعية الغراء الدمشقية التي كانت تابعة للشيخ علي الدقر رحمه الله. ولذلك رأت الجمعية الأم أن تكون نفقة المدرسة على الجمعية الغراء، ويكون هو مديراً لها.. ونقل المدرسة إلى منزل عبد الغني الرفاعي وسط البلدة، وبدأت تأخذ المدرسة مكانة بين أهل البلدة، وبدأ الطلاب يتقاطرون إليها. بقي يدرس فيها، ودرس معه الشيخ محمد الخطيب حفظه الله مدة خمسة أشهر، وكان راتبه في البداية 100 ليرة سورية، ثم زاد راتبه إلى 125 ليرة سورية. ثم انفرد وحده بالتدريس، ونقل المدرسة إلى دار أبي إبراهيم الزيني. ثم استأجر بيت عفا الرفاعي سنة 1949م، وكان يدرس معه فيها فضيلة الشيخ يوسف فرج رحمه الله. ثم نقل المدرسة إلى حي آل فرحات، وكانت صفوفها موزعة في منزله، ومنزل أخويه أبي محمد خير، وأبي عبد الله، وبقيت هناك إلى عام 1960م، حيث انتهى من بناء منزل حديث وواسع على الشارع الرئيس في التل، فنقل إليه المدرسة وبقيت فيه إلى عام 1986م وبعده نقلت المدرسة إلى حي آل فرحات حيث استأجر لها المبنى الكافي والمناسب، وما تزال إلى الآن تقوم بخدماتها العلمية والاجتماعية.. خلال هذه المسيرة الطويلة والشاقة، كان يواظب على طلب العلم في حلقات علماء دمشق، ومن أشهر العلماء الذين أخذ عنهم، واتصل بهم: الشيخ علي الدقر، والشيخ محمود مهدي إستانبولي، وإن كانا - رحمهما الله - [هو والإستانبولي] يختلفان في كثير من الأمور، والشيخ محمد الهاشمي التلمساني، والشيخ سعيد البرهاني، والشيخ عبد الرحمن الشاغوري.. وغيرهم كثير سأحاول جمع أكبر عدد من أسمائهم. وأما تلاميذه فلا أظن أن بالإمكان حصرهم خلال هذه المدة الطويلة التي زادت على نصف قرن من الزمان، وهو يعلم في مدرسته الشهيرة، وفي المساجد، حيث كان يقوم بالتدريس في بعض المساجد، كالمسجد الذي كان يؤم الصلاة فيه، فلم تنقطع دروسه فيه حتى وفاته رحمه الله، وكذلك دروسه في الحلقة التي كانت تتناوب بين المساجد والبيوت والتي نشأنا منذ نعومة أظفارنا، ونحن نراه ونسمعه ونستفيد منه في هذه الحلقات، وقد بقينا نحضرها أكثر من أربعين عاماً على وعينا، ولا أعلم متى بدأت، ولا متى توقفت، ودروسه في المناسبات في الأفراح ومجالس العزاء، وغيرها. وإنه ما من شاب أو شيخ، أو متقدم في العمر في هذه الأيام إلا وللشيخ رحمه الله نصيب في تعليمه وتوجيهه، مهما كان توجهه الفكري أو السياسي، فكلهم كانوا طلاباً عنده. وأما مكانته الاجتماعية، فقد كان من وجهاء البلدة، يقوم بعقود الزواج، وبإصلاح ذات البين، وبإعانة المحتاجين، ومن أشهر نشاطاته عضويته لمجلس إدارة جمعية إنعاش الفقير في التل فترة طويلة، وقيامه بالاشتراك في بناء مسجد الحسنين في البلدة. رحمه الله رحمة واسعة.
وإن شاء الله سأحاول البحث عن المعلومات الكافية في حياة هذا العلم الأشم، كي أسد الثغرات والفجوات التي تملأ هذا التعريف المختصر المبتسر. والحمد لله أولاً وآخراً. منقول للفائدة | |
|