عرووبة عضو فضي
عدد المساهمات : 143 نقاط : 291 تاريخ التسجيل : 08/12/2011 العمر : 29
| موضوع: ما معنى حديث " إنكن صواحب يوسف " ؟ الجمعة فبراير 03, 2012 8:47 am | |
| معنى قوله صلى الله عليه وسلم : " إنكن صواحب يوسف "
الحديث في صحيح البخاري , عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( لما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضه الذي مات فيه , فحضرت الصلاة فأذن , فقال : ((مروا أبا بكر فليصل بالناس )) فقيل له إن أبا بكر رجل أسيف , إذا قام في مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس , وأعاد فأعادوا له , فأعاد الثالثة , وقال : (( إنكن صواحب يوسف , مروا أبا بكر فليصل بالناس ) . فخرج أبو بكر فصلى فوجد النبي صلى الله عليه وسلم من نفسه خفة فخرج يهادى بين رجلين كأني أنظر رجليه تخطان من الوجع فأراد أبو بكر أن يتأخر فأومأ إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن مكانك ثم أتي به حتى جلس إلى جنبه . قيل للأعمش : وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وأبو بكر يصلي بصلاته والناس يصلون بصلاة أبي بكر ؟ فقال برأسه : نعم )) ...... أخرجه البخاري في كتاب الأذان , باب : حد المريض أن يشهد الجماعة , رقم ( 624 ) .
فهل في هذا الحديث الصحيح سندا ومتنا أي طعن في المرأة ؟
الجواب : كلام النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيه أي استهانة بالمرأة .. بل هو يشرح طبيعة المرأة أنها في بعض الأحيان تُظهِر في موقف ما سببا معلنا غير السبب الحقيقي الذي تخفيه .. وهذا الأمر يشترك فيه الرجال مع النساء ..
يقول الدكتور محمد بلتاجي في تحليله لهذا الحديث : ( يصور الحديث النبي صلى الله عليه وسلم في مرض موته وقد أمر أزواجه أن يبلغن أبا بكر الصديق رضي الله عنه أن يصلي بالناس بدلا منه .. لكن السيدة عائشة رضي الله عنها لم ترد ذلك كيلا يتشاءم الناس به - أن يحل محل النبي صلى الله عليه وسلم - وقد صرّحت بنيّتها الباطنة بعد ذلك لكنها أظهرت أن سبب إرادتها صرف الإمامة عن الصدّيق رضي الله عنه ..كونه شديد الحزن رقيق القلب لا يستطيع أن يقوم مقام النبي صلى الله عليه وسلم في إمامة الناس .
فأعاد النبي صلى الله عليه وسلم أمره .. فأعادوا عليه قولهم ويبدو أن السيدة عائشة وجدت من يؤيدها فيما أظهرته.. فلما كانت الثالثة قال صلى الله عليه وسلم لهن : (( إنكن صواحب يوسف )) .. وأصرّ على قوله فخرج أبو بكر فصلى بالناس .
وتشبيهه صلى الله عليه وسلم الحاضرات أو بعضهن - اللائي راجعنه في أمر أبي بكر رضي الله عنه - بصواحب يوسف إنما هو في اختلاف الظاهر المعلن عن الباطن الخفي .. أما الظاهر في قصة يوسف عليه السلام فهو حضورهن إجابة لدعوة امرأة العزيز لإكرامهن في بيته .. وأما الباطن الخفي فهو أن ينظرن إلى حسن سيدنا يوسف عليه السلام وأن يعذرنها في محبتها له .
فليس في هذا التشبيه ( في مجمله ) إلا وصف المرأة بأنها أحياناً تظهر في موقف ما سبباً معلناً غير السبب الحقيقي الذي تخفيه ..
ولكن هل تنفرد المرأة وحدها بفعل هذا ؟
الرجال أيضاً يفعلونه في مواقف عديدة يظهرون فيها غير ما يبطنون مراعاة منهم لاعتبار ما ..لكن ربما المرأة بطبيعتها أكثر فعلا له .
إذاً .. قوله صلى الله عليه وسلم (( إنكن صواحب يوسف )) ليس إلا تقريرا منه صلى الله عليه وسلم على طبيعة المرأة التي خلقها الله عليها .. وليس في هذا الكلام منه صلى الله عليه وسلم أي انتقاص للمرأة .. بل إن الرجل يشترك مع المرأة بهذه الطبيعة .. ولكن الحديث خصّ النساء لأنهن اعترضن على أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين طلب أن يصلي أبو بكر بالناس .
المصدر : قضايا المرأة المسلمة .. ( بتصرف بسيط )
دمتم بحمى الرحمن ..
| |
|