المختار Admin
عدد المساهمات : 405 نقاط : 1155 تاريخ التسجيل : 29/11/2011
| موضوع: قصص سورية عن تحوّل الانترنت إلى وسيلة للثأر والتشهير.. وقانون العقوبات خالٍ من أي نص الأربعاء ديسمبر 07, 2011 1:30 pm | |
|
ألقي القبض مؤخراً على سائق ومعاونيه الذين قامواس باختطاف سيدة تحت تهديد السلاح وتجريدها من ملابسها وتصويرها في وضعيات مخلة بالآداب وبث صورها مع رقم جوالها عبر الانترنت انتقاما من زوجها الذي زعموا أنه سبق أن وجه لهم اتهامه بالسرقة وكان سبباً في دخولهم السجن.
من جهتها ادعت فتاة أن مجهولاً قام باختطافها ولجأ بعد أن استولى على مصاغها على إكراهها على خلع ملابسها ليصورها عارية على جواله ومن ثم أجبرها على توقيع سندات أمانة على بياض في محاولة لابتزازها باستمرار تحت تهديد نشر صورها ورقم جوالها عبر الانترنت.
وأضافت "نبال" أن زوجها يقضي جل وقته على الانترنت ليمارس هوايته في بث الفضائح مشهّراً برؤسائه وخصومه في العمل ولا يتذكر أن له عائلة وأولاد يتوقون للجلوس معه ولو ربع الوقت الذي يجلس فيه أمام الانترنت لاستثمار (موهبته) في فن التزييف والادعاء والخداع.
إنها جرائم بلا حدود أشار إليها أمامنا المدعي العام قائلاً: لقد تحولت الصورة ومقاطع الفيديو والرقم السري للبريد الالكتروني مفاتيح الثأر بأسلحة أشد فتكاً من الرصاص وأمضى حداً من السكين ما أذكى عبر الانترنت (حرب المواقع القذرة) التي حلت مكان (الصحافة الصفراء) وتقمّصت الكترونياً هويتها في سجالات ومهاترات لا ضوابط بتدوالها فغدت حتى الشخصيات الاعتبارية عرضة للذم والقدح والتشهير وأسهل الأهداف هنا -النساء- اللواتي يحرصن على عدم خدش سمعتهن بوردة فإذا بهن يغرقن بكبسة زر في حقول من الأشواك.
فصديقتي لم تتوقّع أبداً شنّ هذه الحرب الشعواء عليها -عبر الانترنت- لمجرد أنها تبوأت موقعاً متميزاً في الادارة كان في السابق حصراً على الرجال وقد عانت كثيراً في مواجهة حملة التشهير التي استهدفتها بداية على أنها مجرد (زوبعة) في فنجان سرعان ما تنجلي عندما تثبت جدارتها في موقعها فعلاً رغم كل الضغوطات.
في حين أكدت لنا اختصاصية الارشاد والتوجيه النفسي نسرين دواي أن المراهقين غالباً ما يرتادون الانترنت في حروبهم الصغيرة لتصفية الحسابات، مشيرة أن الانترنت بالنسبة لمن هم أكبر سناً الفضاء الأرحب للتنفيس عن العقد وردود الفعل الانفعالية على الخيبات، وأكدت أن من يلجأ إلى هذا الأسلوب في المواجهة المستترة هو في النهاية شخص سيكوباتي، أناني، ويحتاج إلى علاج في المصحّات.
في حين ذكر المحامي حسان سلوم من نقابة المحامين بأن عقوبات هذا النوع من الجرائم غير رادعة لأنه لا نص واضحاً وصريحاً في قانون العقوبات العام يكافح هذا النوع من الجرائم الوافد على مجتمعات العالم الثالث الذي لم يستثمر هذه التقنية في الاتصال كما يجب وانحرف بها عن مسارها الفعَّال في التنمية إلى معدل هدم في المجتمعات مستغلاً فضاءها الرحب وامكانية تستر بعض مرتكبيها بأسماء وهمية وشخصيات افتراضية ليمارس مواهبه في فن الذم والقدح والتشهير عبر الابحار في هذا العالم -الافتراضي- المملوء بالزيف والخداع.
أستاذ الشريعة نور الدين محمد عقب على ما ذكر بالقول: إن حكم هؤلاء هو حكم - المفسدين في الأرض- لأنهم يسعون وراء إثارة الفضائح والله أمرنا في كل الشرائع السماوية - بالستر- كما أن بعضهم يمعن في إثبات الفاحشة بصور تركيبية ما أنزل الله بها من سلطان وبما يسيىء للآداب العامة ويخدش الحياء العام ولو بالتجني والاختلاق.. صورة. أو لفظاً أو معنى الأمر الذي يجعل العقاب الشرعي لمرتكبي هذه الجناية تتفاوت وتختلف باختلاف الجرم والحالة التي تم فضحها والأمر متروك لتقدير القاضي.
من جهته أشار القاضي المستشار جودت نابوتي إلى ضرورة وجود إدارة لمكافحة الجرائم الالكترونية أسوة بما هو سائد في العديد من بلدان العالم.
في حين دعا القاضي المستشار موفق اليغشي إلى تأسيس جهات رسمية تتكفل بمعاقبة هؤلاء الأشخاص.
وأما قاضي التحقيق العسكري عبد الرزاق الحمصي فقد أدان بشدة هذا الاستغلال السيء لتقنيات الاتصال في سلاح ذي حدين مؤكداً أن من يمارسون هذه الجرائم على الانترنت "مجرمون" بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، مشيراً إلى ضرورة تطبيق نفس العقوبات المنصوص عنها في قانون العقوبات العام بشأن القدح والذم والتشهير على مرتكبي هذا النوع من الجرائم لا بل والتشديد فيها لأنها كما سبق وذكرنا أمضى ألماً من الرصاص وأفتك من حد السكين.
| |
|