تطلق السفينة الأكبر في العالم (واحة البحار) أولى رحلاتها الشهر المقبل على الرغم من الأزمة المالية التي اجتاحت أغلب دول العالم وانعكاسها بشكل سلبي على قطاع السياحة.
وهذه الرحلة لن تكون كغيرها من الرحلات البحرية فواحة البحار هي أكبر وأطول وأوسع من أي سفينة أخرى بالمطلق فهي تستوعب نحو تسعة آلاف شخص بين ركاب وطاقم وتشكل بذلك ثورة في عالم السياحة البحرية.
وتقول التقارير : إن المسافة لعبور السفينة من طرف إلى آخر تبلغ أكثر من كيلو متر ونصف وتوجد على متنها ملاه عائمة ومتاجر خاصة وحديقة عامة في الهواء الطلق تفوق مساحتها مساحة ملعب كرة قدم وتضم 12 ألف شجرة ونبتة حقيقية .
قبطان السفينة يقول إن قيادتها سهلة جداً على الرغم من ضخامتها ووزنها الثقيل حيث انها تضم أجهزة ملاحة متطورة جداً تسمح لقائدها بالتحكم بسيرها بدقة عشرات السنتيمترات. ولفت التقرير إلى أن السفينة الاستثنائية كلفت مبلغاً استثنائياً أيضا تجاوز أكثر من 800 مليون جنيه إسترليني موضحاً أن الشركة المصنعة تتحضر لإطلاق سفينة مشابهة العام المقبل .
وأشار التقرير إلى انه على الرغم من أن الأزمة المالية العالمية تسببت بأضرار كبيرة في قطاع السياحة البحرية واضطرار بعض السفن لتخفيض أسعار رحلاتها من أجل جذب المسافرين إلا أن واحة البحار ضمنت عدداً قياسياً من الحجوزات المسبقة.
وبلغت تكاليف بناء هذه السفينة العملاقة، التي استغرق بناؤها 30 شهرا، مليارا وخمسمائة مليون دولار في وقت تواجه الولايات المتحدة أوضاعا اقتصادية صعبة، حيث تتصاعد تساؤلات عما إذا كان هناك ما يكفي من القادرين على دفع تكاليف رحلة تستغرق أسبوعا أو أقل على متن «واحة البحار» وهي تتراوح بين ثلاثة آلاف دولار وخمسة آلاف.
وبالإضافة إلى الضواحي السبع، هناك متنزهات عامة وحدائق تضم ما مجموعه اثنا عشر ألف شجرة وشتلة متنوعة، بما فيها أشجار النخيل والليمون وشتلات الزهور على اختلاف أنواعها. ويوجد داخل السفينة أيضا مسرحان، أحدهما مكشوف مبني على الطراز اليوناني القديم يتسع لـ 750 كرسيا لتقديم العروض الليلية، وفي النهار يتم تحويله إلى حوض سباحة. أما المسرح المغلق فيتسع لـ 1300 شخص.
وانتهى العمل ببنائها بتاريخ 28 أكتوبر 2009 لتغادر الحوض الجاف في فنلندا بعد ذلك باتجاه الولايات المتحدة. وبما أن ارتفاعها فوق الماء يبلغ 72 متراً، فلقد كان يتحتم عليها أن تعبر تحت جسر في الدانمارك له ارتفاع مماثل إلا أنها تمكنت بذلك بعد انتظار حالة الجزر البحري حيث كانت أعالي مبانيها أقل ارتفاعاً من قاعدة الجسر بعدة سنتمترات فقط.
هناك أيضا أربعة أحواض سباحة وملاعب لكرة السلة والطائرة وساحة للتزلج على الجليد، بالإضافة لمناطق مخصصة للأطفال ومدينة ملاه. أما عشاق رياضة تسلق الجبال وهواة ركوب الأمواج أو حتى المصارعة والملاكمة، فمن المؤكد أنهم سيجدون المكان المناسب والمجهز بكل ما يلزم لممارسة الرياضة التي يريدون دون أن يغادروا السفينة. وتضم السفينة عشرات المحلات التجارية والبارات والنوادي الليلية بالإضافة لأكثر من عشرين مطعما لتقديم كل أصناف الوجبات السريعة على مدار الساعة.
وبمجرد الكشف عن تفاصيل واحة البحار، راح النقاد يوجهون الاتهامات يمينا ويسارا. ويقول هؤلاء ان السفينة العملاقة سوف تساهم بصورة كبيرة في تلويث الأجواء.. وسوف تلحق ضررا كبيرا بالموانئ التي سترسو فيها أو بالقرب منها حين تغرقها بما لا يقل عن ستة آلاف سائح دفعة واحدة.
لكن الشركة المالكة للسفينة تقول ان المصممين راعوا كل التوصيات البيئية.. فالسفينة لا تتخلص من مياه المجاري في البحر كما تفعل بقية السفن لكنها تعيد استصلاحها والاستفادة منها. كما أنها تحتاج لطاقة كهربائية أقل بنسبة 25% من أية سفينة سياحية كبيرة، وجميعها أصغر منها.
هذه بعض أخبار هذه الباخرة العملاقة التي تمتلكها شركة "رويال كاريبيان" والتي شاهدها الأميركيون امس الجمعة لأول مرة حيث رست في تمام الساعة 6:30 صباحاً بتوقيت الولايات المتحدة في ميناء فورت لوديرديل بولاية فلوريدا الأميركية. .وقد تجمهر ألوف الناس لرؤية هذا الصرح المعماري العائم.
المصدر
http://www.maannews.net/arb/ViewDetails.aspx?ID=243155__________________
للذكاء حدوود .. لكنْ! لاحدود للغباء