المختار Admin
عدد المساهمات : 405 نقاط : 1155 تاريخ التسجيل : 29/11/2011
| موضوع: سقوط الاقنعة الثلاثاء نوفمبر 29, 2011 11:30 am | |
| ... "تستطيع أن تخدع كلَّ الناس بعضَ الوقت، وبعضَ الناس كلَّ الوقت، لكنك لا تستطيع أن تخدع كلَّ الناس كلَّ الوقت".
مقولة متداوَلة تجد لها في الواقع وقائع وأمثلة على مستوى عادي، أو حتى في المنتديات والنت أو حتى دولي ورسمي، وما الخُدَع التي تنطلي على بعض الناس كلَّ الوقت أو كلِّ الناس بعضَ الوقت - إلا أقنعة تخفي خلفها غير ظاهرها لأهداف خفية.
وأكبر ما يحرج في هذه القضية وما ينتج عنها أن يتأثَّر بها وينجرف في سيلها بعضُ العُقَلاء والنبَهاء، وتجدهم - وقد انطوت عليهم تلك الحِيَل، وأعمتهم تلك الأقنعة عمَّا خلفها - في حالة يُرْثَى لها، لسان حالك: أين ذهبت عقولهم؟! وأين اختفى ذكاؤهم؟!
تنطلق الحوادث المقنعة وتمرُّ بها مراحل التكوين والانطلاق والانتشار إلى مرحلة الموت، وفي كل هذه المراحل تظهر حقائق وتتبين أشياء كانت غائبة أو مغيَّبة.
يقف أمامها من البداية فريقٌ عرف الحقيقة من خلال قرائن ومواقف،وربَط الجديدَ بالقديم، والأصلَ بالفرع، وقرَأ التاريخ والحاضر، ولم يفصل بين مواقف القوم وعقائدهم، فالعقائد هي القائد الحقيقي في أغلب الحوادث الكبرى على مرِّ التأريخ، ومن المؤسِف والمؤلم أن يتعرَّض هذا الفريق إلى الهمز واللَّمز والاتهام بإثارة الفتن وسوء الظن والتشاؤم، والمبالغة والنظرة السوداوية و...و...و... وهلم جرًّا من سيل عبارات جاهزة ومعلَّبة لوقت الحاجة؛ منها ما هو بِحُسْن نية وسطحية تفكير، ومنها ما هو بنية خبيثة يترصَّد القوم، فما أن يجد ما يظنُّه طعنًا بهم وهشمًا لرؤوسهم إلا استغلَّه أبشع استغلال.
وفريق سطحي التفكير ينظر في الحوادث والمواضيع المقنعة متأثرًا بضجيجها الإعلامي، أو بريقها الحقوقي، أو نبرتها المظلومة، وكم يحيِّرني هذا الفريق عندما يفصل بين ما يسمعه منهم من إعلامهم ودعاياتهم، وبين مواقفهم المتكرِّرة واعتداءاتهم الواضحة على التاس المحترمين فكرًا وسلوكًا! ويُحزن أن نقول: أن يكون من ضمن هؤلاء أهل خير وفكر وتأثير، خدعتهم - ولو لبعض الوقت - وجوه مقنعة.
وهناك فريق ثالث ليس بأقل خطرًا من الحوادث المقنعة نفسها، وهم أولئك الذين يصطادون دائمًا في الماء العَكِر، والذين يرقبون مصلحتهم فقط، فهم قد يدافعون أو ربما يؤيدون الحوادث المقنعة، إذا كانت مصلحتهم في ذلك، ولا يكون لهم موقفٌ واضح في الغالب، ويمسكون - كما يقال - العصا من الوسط؛ فلا هم (مع) ولا (ضد)، تكاد تعجز عن أن تجد لهم موقفًا محددًا من تصريح أو كلمة أو مقال، نستطيع أن نقول عن موقفهم: أنهم (بلا موقف)، يرتقبون النهايات؛ فمَن وجدوا عنده مصلحتهم اقتربوا منه بقدرها، ولذلك تجد لهم يدٌ عند كل فريق؛ فمصلحتهم تقتضي ألا يخسروا أحدًا.
سقطت الأقنعة - وهي ساقطة من البداية - أو هي أظنها ساقطة قريبا
سقَطَت الأقنعة فازداد مَن عرف الحقيقة يقينًا، وازداد تجَّار القمامة خوفًا على مصالحهم، وازداد أتباع كل ناعق نعيقًا واستغرابًا وحيرة، وازداد الباحثون عن الحقيقة تراجُعًا وعقلانية وتسليمًا بالحقيقة.
وأخيرًا:
التاريخ والحاضر لن يعيد تفاصيله، لكنه قد يعيد مضامينه. | |
|