الشبح الطائر عضو فضي
عدد المساهمات : 158 نقاط : 376 تاريخ التسجيل : 01/12/2011
| موضوع: رد: بردى دمشق.. الأرض والإنسان!!..تاريخ نهر وسيران دمشقي نفتقده في أيامنا.. الجمعة ديسمبر 23, 2011 2:24 pm | |
|
دمشق حب ومحبة دمشق لو ما البعث وحافظ الحمار وابنو بشار الكر لكانت من ازهى عواصم العالم وقبلة الجميع
| |
|
المختار Admin
عدد المساهمات : 405 نقاط : 1155 تاريخ التسجيل : 29/11/2011
| موضوع: بردى دمشق.. الأرض والإنسان!!..تاريخ نهر وسيران دمشقي نفتقده في أيامنا.. السبت ديسمبر 17, 2011 7:18 pm | |
|
دمشق جنّة الله في أرضه، حباها الله الموقع والمياه، فأتى أهلها فتوّجوها بالأزاهير وكحلوها بالرياحين وفرشوا أرضها بالسندس النضير.. وما كان لهم ذلك لولا وجود نهر بردى الذي أعطى الحياة لدمشق أرضاً وإنساناً، وجعل من دمشق وغوطتيها درّة في جبين التاريخ منذ فجر التاريخ. فدمشق ونهربردى صنوان يكمّل كل منهما الآخر... فلولا بردى ما كانت دمشق وما كان لبردى هذه الأهمية. [center]
لقد استطاع الإنسان منذ القِدم الإفادة من مياه نهر بردى الذي أطلق عليه الرومان اسم نهر الذهب، قاموا بحفر الأنفاق وشق الأقنية في الصخور، وجرّوا مياه بردى إلى كل مرفق من مرافق دمشق وإلى كل ذرّة تراب من غوطتيها، فجعلوا من ذلك جنّة يافعة، قامت عليها حضارات منذ أقدم العصور. ينبع بردى من السفوح الشرقية لسلسلة جبال لبنان الشرقية، عبر وادٍ ضيق، وما أن يصل إلى سهل الزبداني حتى يتغلغل في الصحراء ويغيب في الرمال في قعر منخفض مملوء بالمستنقعات. وكان من علوّ مخرج النهر من واديه وانحداره في القسم الأوسط من مجراه ما يجعل له صفة السيول المندفعة في فصل الشتاء، والجفاف أيام الصيف. ما لم يمدّه على نحو (20) كم عن دمشق، نبع الفيجة فتكثر مياه بردى ويصبح قوياً زاخراً نحو دمشق وغوطتيها، ويظل النهر على ذلك الجريان حتى يبلغ الربوة وقد انقسم إلى سبعة أقسام متفرّعة عن النهر الأم. وذلك بفضل جهد الإنسان الذي حرص على وصول مياهه إلى جميع مرافق دمشق وإلى كل ذرة تراب من غوطتيها وفق نظم لا يتسرب إليها الخطأ. فقد عمد الإنسان إلى تفريع مياه نهربردى من مواقع تسمح لهذه المياه بريّ جميع الأراضي التي على طرفيّ النهر بأقنية دائمة الجريان، فتروي تلك المياه بالراحة أكبر مساحة ممكنة من الأراضي القابلة للزراعة، سواء كان ذلك على سفح قاسيون أو هضاب المزّة فضلاً عن إمكان تلبية حاجات المرافق العامة لدمشق، وحاجات الاستهلاك لأهل هذه المدينة، بكل يسر وسهولة. حفرت الأقنية منذ أزمنة بعيدة، وامتدت بشكل يتعايش مع الوضع الطبوغرافي لكل منها، وما يمكن أن تقدمه كل قناة «فرع» من المياه إلى الأرض التي ستلبي حاجاتها من المياه، وهكذا فقد حُفرت قناتان على الضفة اليمنى وقناتان على الضفة اليسرى للنهر، وهذه الأقنية معلّقة على سفحي الجبلين اللذين يشرفان أو يطلان على مجرى النهر. وهذه القنوات هي:
1- قناة يزيد وقد تفرعت عن الضفة اليسرى لنهربردى إلى الجنوب من الهامة، ويكون مجرى هذه القناة من مكان تفرعها إلى الربوة معلقاً على سطح الجبل بحيث يختفي مجراها في أنفاق داخل الصخر كما هي الحال في دمّر والمنشار. وبعد خانق الربوة تجري قناة يزيد على سفح قاسيون بحيث يمكنها إرواء أراضي المهاجرين والمالكي والعفيف والصالحية وركن الدين، ثم إلى القابون، أما تفرّع هذه القناة، فيعود إلى العهد الروماني ثم وسّعت في عهد الخليفة الأموي يزيد بن معاوية.
2- تورا: وهي تعود إلى العهد الآرامي، وقد تفرعت عن بردى بالقرب من موقع قبل تقاطع الطريق العام مع السكة الحديدية، وهي تجري في مجرى عميق داخل الأنفاق حتى خانق الربوة، ومن ثم تنطلق إلى أراضي داريا وكفر سوسة، ومن ثم تقدّم المياه للميدان وباب السريجة.
عند موقع الشادروان ويعود تفرع هذه القناة إلى العهد الروماني، وقد رفعها الرومان فوق قناطر بحيث يمكن أن تصل المياه إلى أقسام مدينة دمشق القديمة الأكثر ارتفاعاً، ومياه القنوات مكشوفة خلال سيرها في دمشق، إلا في وسط حي القنوات حيث يكون مجرى المياه تحت أبنية مدينة دمشق القديمة، وتنقسم مياه القنوات قرب جامعة دمشق إلى قسمين يروي الأول أراضي كفر سوسة والقدم، كما يسقي أحياء باب سريجة وقبر عاتكة وباب المصلى وبعض أراضي حي الميدان، أما القسم الثاني من مياه القنوات فإنها تجتمع في طوالع توزّع الماء على الدور والحدائق والمساجد والحمامات بالاشتراك مع مياه قناة بانياس، بحيث تمدّ مياه قنوات المرافق الأكثر ارتفاعاً من المرافق التي تمدها قناة بانياس الأقل ارتفاعاً. الشادروان، وتسير هذه القناة «تورا» جنوباً وبموازاة نهر يزيد، فتمر في أراضي المهاجرين «الحواكير» وكيوان وأبو رمانة فالجسر الأبيض فركن الدين فالديوانيّة ثم إلى شارع حلب في طريقها إلى أراضي دوما. 3- قناة الداراني: وتتفرع عن الضفة اليمنى لنهربردى 5- قناة القنوات: تتفرع قناة القنوات عن الضفة اليمنى لنهربردى 6- قناة بانياس: وهي أحد الشرايين الرئيسة التي كانت تغذي مدينة دمشق بالمياه وهي تتفرع عن الضفة اليمنى لنهربردى عند خانق الربوة، فتساير الحافات الجبلية للمزّة، ثم تنحدر نحو السنجقدار والناصري وسوق الخيل حيث يتوجه قسم من مياه بانياس إلى الحميدية والعصرونية وباب البريد والسبع طوالع والنقّاشات والمناخلية وبين السورين والعمارة حتى باب توما، على حين تتوجه بقية مياه بانياس إلى السنجقدار والسروجية وقلعة دمشق والشاغور والحريقة وباب شرقي، وبالطبع فإن توزيع مياه هذا النهر إلى الدور يكون عبر الطوالع، وإلى المرافق العامة وفق عدانات دقيقة. 4- قناة المزاوي: وتتفرع أيضاً عن الضفة اليمنى لنهربردى بالقرب من دمّر، وتسير مياه هذه القناة مكشوفة ثم تختفي عن الأنظار إلا من فوهات تساعد على كَرِيْ «تعزيل» القناة، وقد عُرفت هذه الفوهات باسم الضّوايات، ثم تعود مياه هذه القناة للاختفاء مخترقة حافة المزّة، ومن ثم تظهر مياه قناة المزاوي لتنساب على أراضي المزة.
[/center] __________________ | |
|