المختار Admin
عدد المساهمات : 405 نقاط : 1155 تاريخ التسجيل : 29/11/2011
| موضوع: التل........... الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 5:04 pm | |
| التل · أصل تسميتها: أخذت هذه المدينة تسميتها من موقعها ، حيث انتشرت مساكنها القديمة فوق تل مرتفع. · الموقع والحدود: تحظى التل بموقع جميل عند القواعد الجنوبية الغربية لسلاسل جبال القلمون يرتفع 1100م عن سطح البحر شمالي دمشق بـــ 14كم في منتصف وادي منين الأخضر ذو المناخ الجيد ويعد من المناطق الاصطيافية والسياحية الهامة في سوريا لطيب هوائه وعذوبة مائه وكثافة أشجاره الوارفة الظلال. تنتشر مساكنها على ضفتي الوادي في موقع جبلي ذي صخور طباشيرية ويخترقها طريق صاعد من دمشق وبرزة نحو مصايف القلمون شمالاً . يجاورها من القرى شمالاً بلدة منين وبينهما 5 كم ومن الغرب الدريج وبينهما 5كم ومن الجنوب معربا وبينهما 3كم ومن الشرق معرونة وبينهما 9كم وتبلغ مساحة حدودها الإدارية 4800هكتار مع قرية حرنة . والتل مركز منطقة يتبع لها قرى حرنة (وأضحت حياً من أحياء التل) ومنين معربا والدريج وحلبون ومعرونة وتلفيتا وفيها ناحيتان صيدنايا ورنكوس. · لمحة عن تاريخها ونشاط سكانها: مدينة التل تجمع سكاني حديث تطور بسرعة ملحوظة بفضل تعاون أبناءها ومثابرتهم في العمل والعطاء. ونشأت المدينة على أنقاض ثلاثة قرى هي القسيمية والبطيحة وقواصر وانضمت إليها في السنين الأخيرة قرية حرنة الواقعة على الضفة الغربية للوادي بفعل تواصل العمران. وفيها مزار مشهور للشيخ قسيم ذكره الشيخ عبد الغني النابلسي عند مروره في تلك الأنحاء سنة 1105هــ وقال إن صوابه ( قثم) بضم القاف وتبديل السين بثاء وفتحها وروى له رجل أنه قثم بن عبد الله بن العباس لا قثم بن العباس ابن عم الرسول الأعظم محمد (ص)، وذكر ابن الأثير أن قثم بن العباس استعمله علي بن أبي طالب على مكة. وقال الزبير استعمله علي رضي الله عنه على المدينة ، ثم إن قثم سار أيام معاوية إلى سمرقند مع سعيد بن عثمان بن عفان فمات بها شهيداً وهناك من يرجع أنه مرقد قسام الحارثي فتى تلفيتا الذي اقتطع له بعد خلعه. ويمر من أراضي التل قناة عظيمة محفورة في الصخر قادمة من أنحاء منين يقال أنها جزء من (نهر المرا) الذي أشار إليه بعض المؤرخين يحمل الماء العذب من أعالي بردى ويذهب به بعيداً نحو الشرق. وذكر أن في أراضها عثر على أعمدة وحجارة أثرية ترجع إلى العصر الحجري بطبقاته الثلاث. لكن تنقيبات كافية لم تجر في هذا المكان الذي يبدو أن الزلازل كان لها الدور الأول في تهديم تلك الآثار وعلى الأخص زلزلة عام 1759م التي تقول الروايات أنها دمرت قرى معربا والتل عن آخرها. ومنذ أواخر القرن التاسع عشر نشطت الهجرة إلى العالم الجديد هرباً من جور الحكم التركي ككثير من أبناء التل لم يرجعوا ومنهم من رجع ثم عاود السفر ذكر لنا منهم : يوسف صبره وكامل هلال ودرويش محيسن ومصطفى تقلس وشعبان الموء وأحمد يوسف كلثم ومحمد الدالي وديبو كنينه وآخرون من آل القش وغنيم والشعار وعباده. وسيق شبابها للخدمة في الجيش التركي وزجو في آتون الحروب العثمانية المشتعلة على جبياتها المترامية الأطراف المتباعدة المسافات وأغلبهم لم يعد أهله ذكر لنا منهم : درويش السحلي وعلي السحلي ومصطفى محمد كنينه ومصطفى درباع السحلي وأحمد محمد الأحمر. أما في عهد الاحتلال الفرنسي فكان لرجال حضوراً قوياً في ساحات النضال والكفاح وأبلو بلاءً حسناً في مقارعة الفرنسيين إلى جانب رقاقهم من ثوار القلمون وثوار الغوطة، وقدمت التل كوكبة من الشهداء المجاهدين بلغ عددهم بين 35 إلى 40 شهيداً نذكر منهم: حسن ملكه الأحمر ومحمد عبوده الأحمر وبدوي كنينة والشيخ المعلم مسلم العقاد وسليم دله وعارف دخان وأحمد حسين الرفاعي وعبدو الصافي والمختار محمد صالح ياسين وولده أحمد ومصطفى السقر ( دثرت عائلته بوفاته) ومصطفى غويش الملقب ( الفليص) استشهد مع أخيه أحمد غويش في مبنى السرايا في يبرود، وسليم الخروس ومسلم البطحيش ومحمد علي الحلبي ومصطفى سكر وخليل الزلمه وحسين العسل وأحمد العسل ومصطفى العسل وأبو الخير العسل أربعة أرقاء أعدموا رمياً بالرصاص في موقع الشميس قرب القرية ولولا تخلف الشهيد مصطفى بولد لا انقرضت تلك العائلة ، وأحمد أسعد الشبلي وعبدو بريغش ويوسف ظاهر وعلي ظاهر وسليم الغبرة وحسن الغبرة والحاج أحمد قرقور ( أبو علي) وهو أول من أدخل نحت الحجر إلى التل وبنى محطات القطار على الخط الحجازي في كل من استانبول ودمشق وعمان والمدينة المنورة التي بنى أيضاً مسجد العنبرية ومن آثاره الباقية في التل منبر الجامع الكبير . وأبسط ما يفرضه علينا الواجب والعرفان بالجميل أن يشاد نصب تذكاري يخلد أسماء هؤلاء الشهداء الذين سقطوا على دروب النضال لينتزعوا الحرية لوطنهم وأبناء جلدتهم لتبقى ذكراهم حية في عيون وأذهان الأجيال المتعاقبة . وجدير بشهدائنا ألا يشق شارع أو تفتح ساحة أو حديقة أو يشاد صرح من مدرسة أو مؤسسة وغيرها في كل قرية أو مدينة إلا ويكنى باسم شهيد من شهداء الوطن و الأمة, وأضافت التل إلى قافلة شهدائها كوكبة أخرى في صراعنا مع العدو الصهيوني الحاقد هم: محمد مبارك الظاهر عام 1971 وخالد رجب غبره وفايز أحمد جاموس ومحمد صفوح اللاذاقاني ومصطفى النقيب وأحمد حسين عفا الرفاعي وذوقان القسيمي في حرب التحرير عام 1973 وبدر الدين يوسف صالح على أرض لبنان الشقيق عام 1982 وأكرم عبد الكريم الأحمر عام 1984 على أرض لبنان أيضاً ورفاعي أبو حسن عام 1980 على أيدي الإخوان المسلمين. أما عن نشاط سكانها الذين بلغ عددهم بتاريخ 1/1/1997(43774) نسمة مع سكان حرنة فيعملون بالزراعة وتنتشر بساتينها على ضفاف الوادي الغني بتربته ومياهه وتكثر فيه أشجار الجوز والتين والتفاح والمشمش والخوخ والرمان والخضر ويزرعون الحبوب بعلاً كما انتشرت فيها زراعة الزيتون وهي بازدياد وأقيمت فيها معصرة حديثة لاستخراج زيت الزيتون وتربى الدواجن في منشآت حديثة. وتنشر على ضفاف واديها العديد من المقاهي والمنتزهات الشعبية وما إن ترتفع درجات الحرارة قليلاً وتبدأ الخضرة تلوح على أشجاره مع دخول فصل الربيع حتى تبدأ أفواج المصطافين من سكان دمشق وغيرها بالتوارد عليه للتنزه وقضاء أمتع الأوقات تحت ظلال أشجاره الوارفة حيث الطبيعة الخلابة والهواء العليل، وأنشئت في السنوات الأخيرة العديد من المنشآت السياحية ومرابع السهر الليلية الرفيعة المستوى التي تنتشر الضياء بأنوارها الساطعة ليلاً. وعلى مياه هذا الوادي نصبت طواحين الماء التي كان عددها حتى بداية هذا القرن عشرة طواحين مازالت أطلالها قائمة إلى جانب منشرة للأخشاب تعمل على قوة دفع المياه، وفيها عدد من معاصر العنب دثرت. واشتهر أبناء التل بمهنة نحت الحجر ونقشه وزخرفته وبناره ويعمل بعضهم في المهن الحرة الأخرى. ومع ظهور النفط في دول الخليج كانوا سباقين مع غيرهم من أبناء القلمون في التوجه إلى هناك ونجحوا في أعمالهم فجلبوا أموالاً ساهمت بشكل فعال وسريع في توسع النهضة العمرانية وتطور مناحي الحياة وحداثتها بمختلف مرافقها في هذه المدينة وأقيمت المنشآت الصناعية الصغيرة والمتوسطة المتنوعة فوق أرضها وفي عام 1971 شيدت فيها مدرسة الإعداد الحزبي المركزية التي تحولت عام 1975 إلى معهد عال للعلوم السياسية. وبتعاون أهلها وتكاتفهم تم بناء مشفى حديث وضع في الاستثمار عام 1978. ونظراً لتوفر وتطور الخدمات في هذه المدينة وقربها من العاصمة المزدحمة بدأ المواطنون يقصدونها من أجل السكن والإقامة الدائمة فيها ( هجرة داخلية إليها). والجدير ذكره انفتاح أبناء التل في زمن مبكر على طلب العلم والاستنهال من مناهله وحصل الكثير منهم على الشهادات العلمية وتبوأ مناصب رفيعة في أجهزة الدولة.
| |
|