المصدر شبكة نزيف سوريا
https://www.facebook.com/NNSyriaاضغط على الصورة لتكبيرها
المخابرات الأسدية تغتال أشهر «رجل بخاخ» في سوريا
واجههم بالشعارات على الجدران.. فاستهدفوه بالرصاص ...
بتهمة تشويه مظهر المدينة ...........
الثلاثاء 10 جمادى الثانية 1433هـ - 01 ايار/مايو2012م
وكالات ــــــــــــــ
بعد أكثر من عام من الركض شبه المتواصل في شوارع حي كفر سوسة، وما جاوره من أحياء العاصمة السورية، دمشق، لا يتخلله سوى الوقوف للحظات سريعة لكتابة العبارات المناهضة لحكم الحذاء السوري، بشار الأسد، أو الشعارات المحفزة للثورة على نظامه القمعي.. هدأت أنفاس الشاب السوري الحر"نور زهراء" إلى الأبد بعدما أفلحت رصاصات قوات الأمن الأسدي أخيرا في اصطياده، أول من أمس.
جنازة نور زهراء التي شيعها عشرات الآلاف من السوريين من حي كفرسوسة وغيرهم مما تقاطر للمشاركة أمس، تحولت إلى مظاهرة حاشدة منددة بالنظام السوري، تحت أعين القناصة الذين انتشروا على عدد من مباني الحي.. حيث استقبل المشيعون الجثمان المغطى بالورود لحظة خروجه من المنزل بالتكبير والهتاف، وتحول الكثير من المشاركين في تشييع الجنازة من رجال ونساء إلى «بخاخين» بدورهم، حيث قاموا بكتابة الشعارات المناهضة للنظام السوري ليغطوا بها جدران الحي.
وزهراء الذي كان أحد أبرز كاتبي الشعارات على الجدران السورية، ومن بينها تلك المتاخمة لعرين الحذاء بشار الأسد، كان يلقب بـ«الرجل البخاخ»، نظرا لكثرة رؤيته من قبل مواطني حي كفر سوسة وما حولها في العاصمة السورية، راكضا بعبوته الأسطوانية النفاثة للطلاء (البخاخ)؛ كسلاح وحيد يحارب به زبانية النظام المدججين بالسلاح القاتل.
زهراء، ذو الـ23 ربيعا، لم يكن وحده «نافث المكنون في صدور السوريين» على هيئة شعارات تزخر بها جدران دمشق، بل كان هناك عشرات غيره من الشباب.. بعضهم ربما أبرع في الكتابة أو انتقاء العبارة، لكنه كان أحد أجرأ هؤلاء؛ بظهوره العلني في شوارع العاصمة في وضح النهار.
عشرات المقاطع المصورة على موقع «يوتيوب» أظهرت نور يعدو في الطرقات ربما أفضل من كثير من العدائين المهرة، ومن جدار إلى جدار يتوقف، لا ليلتقط الأنفاس، ولكن ليخط عبارات قصيرة ورشيقة تندد باالحذاءالأسد ورجاله، أو تحمس إخوانه السوريين على الاستمرار.. وبعض هذه المقاطع يمتد ربما لأكثر من 10 دقائق كاملة، لا ينقطع خلالها نور زهراء عن «بخ» رسائل أقوى من الرصاص.
وفي مقاطع الفيديو الحديثة، يلاحظ المشاهد أن الجدران يظهر عليها بوضوح شديد أن بها أجزاء حديثة الطلاء، وينجح المدققون في معرفة أن «شبيحة» النظام السوري قد قاموا بطلائها لمحو كتابات ورسائل سابقة تركها لهم زهراء على سبيل الذكرى.. لكن زهراء بإعادة الكتابة يؤكد لهم يوما بعد يوم أنهم يخوضون ضده – بوصفه رمزا للصمود وللإصرار في سوريا كلها – معركة خاسرة وغير متكافئة. سبق لقوات الأمن أن اعتقلت زهراء في أحد فروع الأمن الاسدي العسكري السرية في دمشق لنحو شهرين، ويحكي بعض من أصدقائه أنه عذب على يد زبانية الحذاء الأسد كثيرا، لكن هذا لم يزده إلا إصرارا وعنادا. يقول عمر الدمشقي : «كلنا في دمشق كنا نعرف (الرجل البخاخ)، كثيرون يعرفون وجهه وملامحه، وقليلون يعرفون اسمه الحقيقي.. كان يجوب الشوارع سافر الوجه متحديا النظام، وكان يشيع فينا روح الصمود بصورة أكبر مما يتخيله أي شخص». ويتابع عمر: «قوات الأمن أوقفت الكثيرين من أصدقاء زهراء في عدد من المواقف، بل إنها اغتالت عددا منهم، وبينهم الشهيدان خالد اللحام وفهد زبيدي مطلع شهر أبريل (نيسان) الماضي، لكن محاولات النظام لكف زهراء عن أفعاله جاءت برد فعل عكسي، حيث صار الكل يتمنى أن يصبح زهراء آخر».
الأنباء الأخيرة رددت أن نور زهراء سقط برصاص قوات الاحتلال السورية، بينما كان يحاول إسعاف مصاب، أول من أمس، في مدينة داريا بريف دمشق. لكن أبناء سوريا يبدو أنهم مصرون على المضي قدما حتى نهاية المطاف، فمنذ أيام قليلة، سبقت مقتل زهراء، أسست مجموعة من الشباب السوري الثائر مجموعة متخصصة في كتابة الشعارات المعارضة للنظام السوري على جدران العاصمة، دمشق، وفي أحيائها المختلفة، وسموها «كتيبة الرجل البخاخ». ويعلق عمر على ذلك قائلا: «يا الله.. وكأنما القدر يقول للنظام الفاجر لن تتوقف الثورة، بل ينتقل المشعل من يد إلى يد ولن يتوقف على شخص واحد.. ولكن هل من مستمع؟».