ملف النازحين يفاقم الخلاف السياسي.. والمرعبي يعتبر اعتراض وزراء عون «عنصريا»
بيروت: نذير رضا
برز تطور لافت على صعيد العلاقات اللبنانية السورية، إذ استدعى وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عدنان منصور السفير السوري علي عبد الكريم علي «تنفيذا لقرار مجلس الوزراء في جلسة أمس (الأول) المخصصة لموضوع النازحين»، على الرغم من أن مضمون هذا الاستدعاء لم يتطرق إلى انتقاد وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور لمنصور، الذي تبنى «مضمون رسالة السفير السوري التي بعث بها لوزير الخارجية».
من جهته أكد السفير علي بعد الاجتماع الذي استغرق ساعة أن الترحيب كان جادا بضرورة التنسيق للوصول إلى قواسم مشتركة تخفف من معاناة النازحين السوريين. وأضاف: «أخبرت الوزير منصور أن الكثير من السوريين في البلدان المجاورة يعودون بأنفسهم إلى وطنهم وسوريا ترحب بعودة كل أبنائها، وخصوصا أن الأمن يستعاد في المناطق الساخنة». كما لفت إلى أن «هناك جهودا مستمرة في الحكومة السورية ومتصلة بإيجاد المخارج من توفير الحاجات الضرورية للسوريين في كل المناطق».
بموازاة ذلك، عزز ملف النازحين السوريين وموافقة مجلس الوزراء على سلسلة إجراءات لمساعدتهم، الخلاف السياسي في لبنان، فيما أكد نواب كتلة التغيير والإصلاح التي يترأسها النائب ميشال عون أن سبب اعتراضهم على الإجراءات الحكومية «ليس سياسيا». ونفى عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب نبيل نقولا أنّ «يكون اعتراض وزراء التكتل على خطة اللجنة الوزاريّة للنازحين من سوريا في مجلس الوزراء يعود لأسباب سياسيّة»، لافتا إلى أنّ «التكتل ليس ضد استقبال النازحين شرط ألا يتعدى ذلك قدرة البلد على التحمل خصوصا في ظل التحديات التي تواجه الحكومة».
بدوره، شدد عضو التكتل النائب زياد أسود على أن «تاريخ لبنان مع الفلسطينيين وقانون التجنيس لا يشجّع على معانقة النازحين». وسأل أسود في حديث تلفزيوني: «كيف يمكن ضبط حدود شاسعة وسجن رومية لا يمكن ضبطه»، مؤكدا أنه «لا يمكن السماح بأن يتحوّل لبنان إلى قنبلة موقوتة تستهدف أهله». ودعا أسود لـ«عدم تكرار تجارب الماضي بجعل لبنان موطنا لجميع النازحين من فلسطينيين وسوريين»، مشيرا إلى أن «سياسة النأي بالنفس هي التي أوصلتنا إلى هذه الحالة»، لافتا إلى أن «فريق 14 آذار يريد الانفتاح على سوريا وفتح الحدود معها من أجل تبادل السلاح».
لكن عضو كتلة المستقبل النائب معين المرعبي، اعتبر أن هذا الموقف «عنصري». وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «طريقة تعاطي وزراء التكتل مع الملف، غير إنساني، منذ البدء في مناقشة خطة إغاثة اللاجئين السوريين». وإذ رأى المرعبي أن «هذه الحكومة متآمرة ضد النازحين السوريين»، ذكّر بأنه منذ وصولهم إلى عكار في شمال لبنان إبان اشتعال الثورة السورية، «دعونا الحكومة اللبنانية لإغاثتهم، فلم نلقَ صدى إلا من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري على الرغم من أن حكومته كانت حكومة تصريف أعمال»، مضيفا أنه «حين شُكلت الحكومة الحالية، واجهنا أركانها بكيدية تجاه هذا الملف، وتوفي بعض الجرحى بسبب تمنع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وبعض الوزراء عن تغطية علاجهم في المستشفيات على نفقة وزارة الصحة».
.