من بين ثنايا الزمن الماضي لمع نجمه
شابٌ مفعمٌ بالحيويّة والنّشاط يملأه الأمل ويتطلع لمستقبلٍ زاخرٍ ومليئٍ بالعطاء والورود
تحمل صعوبة الحياة ومشاقها
كتب على جدران الليالي السوداء
لن أُهزم وسأتابع كفاحي
مرّت الأيام والسنون طويلة كأنها قرون
حلم بامتلاك عملٍ خاصٍ به وثابر ليحقق حلمه بعد أن أنهى خدمة العسكرية ونجح في تحقيقه
وصل الليل بالنهار لم ييأس قط
أراد أن يثبت للجميع بأنه قادرٌ على بناء مستقبله بيديه وأنه لن يفشل
راهنت الأيام عليه وكسب الرّهان
أحب وهام في الحب وكقصص الابطال فشل الحب وكُسر قلبه
إن أعظم قصص الحب العالمية لم تتحقق وهل هناك من لم يسمع بروميو وجولييت؟
ومع هذا كان دائم البحث عن الحب الضائع
سيأتي اليوم الذي يجدان بعضهما فيه
مشقة, تحمل, وصبر, وكفاح
عمل وسهر , تعب وقلق, تفكيرٌ يقطعه تفكير
وماذا حصل
قدّر الله وما شاء فعل
هذا الإنسان الطموح الجاد المهذب سلّم لله أمره
رأى جميع آماله تذهب وتتلاشى أمام عينيه
ويصيح راجياً
انتظر ايها القدر لم أكمل ما بدأته بعد دعني فلديّ الكثير من الآمال علي تحقيقها والكثير من الأماني الجميلة أسعى لها
رد عليه القدر: لا أستطيع هذا أمر الله عز وجلّ وهو حاصل لا محالة
فما أنت فاعل؟
رد عليه بعال صوته بعد ان استجمع قواه ومسح الدموع عن وجنتيه:
ان كان هذا أمر الله
فلا حول ولا قوة إلا بالله
سلمت له أمري وهو العليم بحالي ومصابي
وأنا على يقين بأنه لن ينساني وسيعوّضني ما راح منّي
ربّتني أمي على الصّبرمنذ نعومة اظفارنا حتى كبرنا لنتحمل مشاق الحياة
والدي علمنا الكفاح والجدّ وعدم الاستسلام
زادي منذ خُلِقتُ وشرابي فهل يُعقل أن أضعف وأهِن؟
أبداً لن أجعل للاستسلام إليّ سبيلا
سأصبر على مصابي وسيعوضني الله انه أكرم الأكرمين
انا مؤمنٌ بما كتبه الله عليّ وبما أنزله على عبده ورسوله محمد (ص) في كتابه الحكيم
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتهم مصِيبَةٌ قَالوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيهِ رَاجِعونَ أولَئِكَ عَلَيهِم صَلَوَاتٌ مِن رَبِّهِم وَرَحمَةٌ وَأولَئِكَ هم المهتَدونَ} البقرة