خادمات ولكن .....
" إن التنمية التامة والكاملة لبلد ما، ورفاهية العالم ، وقضية السلم، تتطلب جميعا أقصى مشاركة ممكنة من جانب المرأةعلى قدم المساواة مع الرجل في جميع الميادين .... " "اتفاقية سيداو "
" متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا " "عمر بن الخطاب "
" لايجوز استرقاق أو استعباد أي شخص، ويحظر الاسترقاق وتجارة الرقيق بكافة أوضاعهما " "المادة 4 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان "
" لايعرض أي إنسان للتعذيب ولا للعقوبات أو المعاملات القاسية أو الوحشية أو الحاطة بالكرامة " "المادة 5 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان "
"كن سيد إرادتك وعدو ضميرك " "أرسطو "
انتشر في مجتمعاتنا منذ مدى ليس بالبعيد جلب الصانعات والخادمات على المنازل و في أغلب تلك الحالات كنَّ من الجنسية الفلبينية ، الفيتنامية و الأندونيسية ..... تلك المجتمعات التي أصيبت بحروب وتأذت وأصبح الفقر فيها منتشراً كالهواء والماء الملوثين فاضطر نساؤهن إلى السفر إلى بلادنا للعمل كخادمات ... بعيدات عن منازلهن ....عائلاتهن .... وربما أولادهن .... لهن مني أكبر أيات الإحترام والتقديس .
لكن ماهي تلك الأسباب الكامنة وراء جلبهن للعمل ؟؟؟!!!!!
المُقدسات ....
فقرهن بالدرجة الأولى والحيدة وسعياً منهن على تسديد مصروف وحاجيات عوائلهن و أولادهن في ظل حروب ، أمراض و كثافة سكانية .... ذلك دعاهن للسفر ... الغربة .... تقبل الذل أيضاً .
العائلات المستضيفة ....
قِلة من العائلات اللواتي استضفنهن بحاجة إلى من يدير لهم أمورهم المنزلية "عائلات متكونة من أب و أم فقط " بسبب تقدم الأب والأم بالعمر وعدم وجود الأولاد أو المساند .... عجز أحدهم وعدم قدرة الأخر على تلبية حاجيات العاجز .... ربما وجود شخص عاجز أو معوق في المنزل وهو بحاجة إلى رقابة دائمة تزامناً مع إنشغال الجميع من حوله .... وربما ..........
هذه المجتمعات هم من احتاجوا مربي ، ممرض ، معتني أومشرف لكن ورغم ذلك لا أجد لوجودها أي مسوغ ما دام المجتمع سليم وفي وجود مؤسسات ترعى العاجز والمعوق ، مؤسسات ترعاه ، تراقبه وتحاول أن تنمي وتعالج ما عجز عنه .
الكثرة من العائلات جلبن المستضعفات من أجل الترف والرخاء من أجل مظاهر المجتمع المخملي .... ربما ليثبتوا للعالم ولأنفسهم أنهم من المتطورين والمرفهين فلا هم ولا غم والراحة الجسدية والنفسية عنوان بيوتهم و شعار سعادتهم .
هل عدنا لمظاهر الجواري والعبيد ؟!! ... أم إننا سئمنا الأله ، الملك والأب ورغبنا أن نكون كذلك ...
تُلزم البيت متى هم كانوا في البيت .... توقظ متى استيقظوا ... تأكل متى هم أتموا أكلهم ... وتنام – في المطبخ ، تحت الدرج أو في المستودع - بعد أن تتم واجباتها وفروضها بعد نومهم وربما توقظ منتصف الليل إذا أرادها ذكر من البيت ....
وبعد ذلك تتعرض للتوبيخ و الضرب والإهانة ولا حياة لمن تنادي فلا سامع ولا راءِ
خرجوا من الحروب الدامية والقتل التي كنا وسنبقى ضد هذه الحروب الجائرة التي أدت إلى إصابة عدة أجيال مقبلة وسابقة بأمراض صحية ، اجتماعية ونفسية لكننا كرّسنا تلك الحرب في تصرفاتنا ، كرّسنا الذل الذي نرفضه ، كرّسنا العبودية التي منذ القديم حاربنا ضدها ونحارب إلى الأن و نقدم شباباً في عمر الورود قربة للحرية و ضد العبودية .
أرى أن ما ذكرته في كلتا الحالتين السابقتين يُبند تحت لائحة الإتجار بالبشر ... أصبحن كالسلع التي نشتريها " سلع وطنية و أجنبية " نقتنيها في منازلنا ونحن لنا كامل الحرية للتصرف فيها ... نستغني عنها متى شئنا ... ونحتفظ فيها إن رغبنا ونتهاداها أيضاً.....
تكمن في ذاتنا حب التأله حب الحكم حب السيطرة الأبوية ... أن نكون أقوى من غيرنا نرهبهم نعاقبهم وقلما ما نكافئهم هذا الحب الذي يولد ويكبر معنا منذ صغرنا ... نُخلق ونحن نخاف الأله هكذا تربينا الأله هي معاقبة ، إن كذبنا أو أخطئنا ، مهما كبر الخطأ أو صغر، مهما كان وعينا عظيم أم قليل والمدرس يرهب طلابه بالمدير والأم ترهب وليدها بأبيه و......
هكذا تربينا وكبرنا على ذلك و وعينا عليه ... فليس من الممكن أن نكون هكذا أيضاً نعشق ترهيب الأخر ونستلذ به ؟!!!