المختار Admin
عدد المساهمات : 405 نقاط : 1155 تاريخ التسجيل : 29/11/2011
| موضوع: الشيخ سعيد الاحمر السبت ديسمبر 17, 2011 7:53 pm | |
| الشيخ سعيد الأحمر الشيخ سعيد بن أحمد الأحمر (1320- 1401هـ/ 1902-1980م): عالم مجاهد، ولد في بلدة التل لأسرة عرفت بالعلم والفضل، كان أبوه عالماً، وقد توفي وعمر الشيخ سعيد اثنا عشر عاماً فعاش في رعاية أخيه الشيخ عبد اللطيف. طلب العلم في مدينة دمشق، فنزل في مدرسة الخياطين التي كانت برعاية الشيخ حسن الخطيب، ثم لازم الشيخ توفيق الأيوبي مدير مدرسة السميساطية التي انتقل إليها، وانتفع منه ومن علمه كثيراً. تردد على عدد من أعلام ومشايخ دمشق، منهم: الشيخ أبو الخير الميداني، والشيخ محمد الهاشمي التلمساني الصوفي. شارك في الثورة السورية الكبرى مع عدد من العلماء، وبعدها سافر إلى مصر والتحق بالأزهر، فمكث فيها خمس سنين حصل بعدها على شهادة التخرج. عاد إلى سورية وتولى الإمامة والتعليم في بلدة حرستا التابعة لمنطقة دوما، وفي هذه الفترة تعلم مهنة تصليح الساعات من أجل الكسب الحلال، والبعد عن مذلة السؤال، وأتقن هذه المهنة وورثها لأولاده. عاد إلى مدينة دمشق وقام بالتدريس في الجامع الأموي الكبير احتساباً دون أجر، كما درس في جامع القيمرية. رزق بعدد من الأولاد وكلهم من الفضلاء الثقات أعرف أكثرهم ويمتهنون تصليح الساعات مع العلم والتقوى والصلاح، فقد اهتم بهم، فعلمهم جميعاً القرآن الكريم، والعلم والأدب، وحبب إليهم صالح العمل، الإنفاق في سبيل الله، وإعانة خلق الله، واختار لبناته أزواجاً صلحاء. توفي رحمه الله في 13 شعبان سنة 1401هـ، وهو يصلي سنة الفجر في المسجد. رفض الوظائف الحكومية والخطابة ولم يعلق أمله بالدنيا، وكان كثير الصدقات، وصاحب خير كثير، ويحب العلماء ويعظمهم، شديد التواضع من غير تكلف، بل تواضعه سجية وخصلة رزقه الله إياها، وكان صادق اللهجة، سليم الصدر، لا يحمل على أحد، ولا يعرف الكسل ولا الملل، ولا إضاعة الوقت بتوافه الأمور، ويسير في حوائج الناس ما استطاع، ويغلب عليه صفاء القلب والسريرة والخشية والخوف من الله، سريع العبرة، غزير الدمعة. كان يرغب كثيراً في مجالس العلم والذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وقد التقيت به في مجالس الشيخ حسن حبنكة رحمه الله، واطلعت على كثير من تواضعه وإخلاصه وورعه وأدبه، مع أنني كثيراً ما كنت أحضر معه السهرات الليلية التي كان يحضرها مع الفلاحين أوقات سقاية أراضيهم في المنطقة التي كان يسكنها، حيث بنى بيتاً متواضعاً في (منطقة الغرب) من بساتين وحقول مدينة التل، وكانت هذه السهرات تمتاز بكثرة التذكير والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، كان الجميع يحبونه ولا يملون من جميل كلامه، ودماثة أخلاقه رحمه الله. وقد يكون كثير من صفات الرقة والدماثة وحسن الخلق وجميل المعاملة، والقلب السليم، والخلق النبيل تشبع بها قلبه من معاشرة أولئك العلماء الصالحين أمثال الشيخ محمد الهاشمي التلمساني، والشيخ سعيد البرهاني، والشيخ حسن حبنكة، والشيخ عبد الرحمن الشاغوري، رحم الله الجميع، وأسكنهم فسيح الجنان. أكثر الفقرات السابقة استفدتها من كتاب تاريخ علماء دمشق 2/ 961. وجاء في المعجم الجامع في تراجم العلماء و طلبة العلم المعاصرين - (ج 1 / ص 175) في ترجمة الشيخ: عبد القادر الأرناؤوط: ويُعتبر الشيخ الأزهري «سعيد الأحمر التلي» -رحمه الله تعالى- معلِّمه في مهنة الساعات هو أوّل من وجهه إلى طريق طلب العلم ودلّه عليه، فكان له الفضل الأكبر في تشجيعه لطلب العلم الشرعي. و منذ ذلك الحين و الشيخ منكَبٌّ على تعلم العلم و دراسته. وسعيد الأحمر مترجم في "تاريخ علماء دمشق" (2|961). يقول شيخنا عبد القادر: «وأراد مني والدي -رحمه الله- أن أتعلم مهنة الساعات عند الساعاتي الشيخ سعيد الأحمر -رحمه الله-، وكان قد درس في الأزهر. فرضي الشيخ سعيد الأحمر أن أشتغل عنده في مهنة الساعات. ولكونه درس في الأزهر وتخرج فيه، أراد أن يمتحنني. فطلب مني أن أقرأ شيئاً من القرآن، فقرأت عليه بعض الآيات، فأعجبته قراءتي. فقال لي: "على من قرأت القرآن ودرست التجويد؟". فقلت له: "على الشيخ صبحي العطار -رحمه الله- ثم الشيخ محمود فايز الديرعطاني تلميذ الشيخ محمد الحلواني الكبير -رحمه الله-". وسألني: "هل درست شيئاً من الصرف والتجويد على المشايخ؟". فقلت له: "نعم، درست شيئاً من الصرف والنحو على الشيخ سليمان غاوجي الألباني -رحمه الله-". فقال لي الشيخ: "نحن الآن في شهر رمضان، من الذي يجب عليه الصيام في رمضان، ومن لا يجب عليه الصيام؟". وكنت قد حفظت بيتين من الشعر في الفقه الحنفي من الشيخ صبحي العطار وأنا صغير، فذكرتهما للشيخ الساعاتي: وعوارض الصوم التي قد يُغتفر * للمرء فيها الفطر تسع تُستطر حَبَل وإرضاع وإكراه سفر * مرض جهاد جوعة عطش كِبَر فطلب مني أن أذكر معناهما، فذكرته له. ففرح كثيراً وقال لي: "أنت ينبغي أن تكون طالب علم"، فشجعني على ذلك. وأخذت أدرس على المشايخ. وكان من جملة المشايخ الذين درست عليهم الشيخ محمد صالح الفرفور في دمشق. وسمعت على عدة مشايخ في جامع بني أمية الكبير. وأتقنت مهنة الساعات عند الشيخ سعيد الأحمر. وكنت أعمل في مهنة الساعات وأدرس على المشايخ في الصباح بعد صلاة الفجر، وبعد المغرب والعشاء. ثم طلب مني أن أُدرِّس في المدرسة الابتدائية التي تخرجت فيها، ثم درّست في المدارس الإعدادية والثانوية القرآن وتجويده والفقه". انتهى كلام الشيخ عن بعض مشايخه. منقول للفائدة
| |
|